الاثنين، 28 نوفمبر 2011

شو هالإيام !!

وودي آلان يتحدث بعصابية سريعة متوترة ، حمقاء إنسانية صريحة: عن العالم اللا إنساني الذي صرنا نحيا فيه .. يعود إلى عشرينيات باريس الصاخبة و يحيا ساعات هاربة مع الجيل الضائع: الثنائي فيتزجيرالد و هيمينجواي و دالي ، و جميلة يعشقها فتهرب منه إلى زمان أقدم أكثر جمالا.
سيارة بيجو عتيقة و دقة منتصف الليل ، هما ما كانا يفصلان رحلة وودي الخيالية عن بقعته المفضلة .. و بعض الأبطال.

يفصلني عن بقعتي المفضلة جهل روادها و تخازلهم و خنوعهم .. يفصلني عنها جيل من العبيد إستفاق من صدمة إلقاء معبودهم السالف إلى االمزبلة ، و ما تلاه من سقوط ورقة التوت الشفافة عن جميع عوراتهم القبيحة ، ليتعلق - كمازوخي متمرس - بمعبود جديد و ورقة مهترئة أخرى لا تمنع عيوننا عن معايشة كافة قبحهم و دنسهم الذي طالما حاولوا تمريره إلى أرواحنا الحرة.

تفصلني أسوار زنزانة سجن المرج عن بعض الأبطال.

حالي مثل الكثيرين غيري .. أن تشعر أن وطنك سوق للنصابين يعطي من لا يستحق و يخذل من دفع كثيرا  فلم يحصد شيء .
الأربعين حرامي يسرقون الآن ما تبقى من المغارة و أهل المدينة الذين تعلموا نطق كلمة السر على أيدي أبناءهم ، يرفضون التصريح بها و يؤيدون تكميم الأفواه و الأيدي و القلوب.

يغنيها لينون بيأس ناضج - و هي المأساة - صارخا بطبقته العالية :
 الجميع يجري ، و لا أحد يصنع أي حركة
الجميع رابح ، فلم يتبق شيء نخسره
الجميع يتحدث ، ولا توجد كلمة واحدة
النازيون في دورة المياة و في أسفل الدرج

لم يخبرني أحد أنه ستمر علينا أياما كهذه

لم يخبرني أحد أن أول أعدائي و أعتاهم هم أهلي القابعون في الحجرة المجاورة ..  تعاليمهم المدسوسة في السنوات الأولى ..  أساطيرهم المخبولة بغير بحث و صبغتها المقدسة بلون الهراء ..  و جبنهم المتوارث في الجينات وبليغ الحكمة.
النازيون في الحجرة المجاورة يسبون من أهداهم حقوقهم و بعض من إنسانية لم يخبروها بلا مقابل سوى كراهية العبد المغرق للحر الطليق.
قالها زياد من قبل .. شو ها الايام اللي وصلنالا قال إنه غني عم يعطي فقير ، و أنا أشعر بأني جدا فقير وحيد حزين ، و أنا أحيا حالة يُتمً حاد ، و العالم من حولي يحتفل باقتراب الكارثة على طريقة الألعاب الدموية.
المجد فقط: لـ عصام عبد العاطي

الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

شهرزاد تعود

شهرزاد ، بنت طويلة جلدها أبيض زي السحاب و التلج و غزل البنات ، مش بياض محمر و لا مصفر حبة و حبتين . الحكاية دي مرسومة على بياض اللحم و ملونة ألوان كتيرة ملخبطة.
 متمددة فوق السرير ، بتمثل النوم . مغمضة عنيها و مفتحة ودانها . سامعة صدى خطوات أهاليها اللي على وش السفر : طاك طاك طاك ...
نفسها إنقطع من التمثيل و م اللهفة و من إحساس إن دايما في حد مراقب عنيها المغمضين ، و هل يا ترى نايمين ؟
تلعب اللعبة نفسها ، لعبة ما قبل سفر الأهالي ، و الإنفراد بالحكاية المتلونة فوق البياض. تعد في سرها بشويش : واحد إتنين تلاتة أربعة خمسة ستة سبعة ..... عشرة !!
و مع دقة ال ت المربوطة جواها ، يدق الباب دقة مكتومة ، بتخلق إحتفال فوق السرير الفقير ، و في الأوضة !!
تلم رجليها الطوال ، و تدادي قعدتها لاجل ما تجلبلها الراحة ، و الراحة تجلب حكي بالساهل ، و الحكي يجلب لون ماهوش مسبوق !

و تمد إيدها و تدوس على المفتاح
(إيدها ماهياش طويلة زي رجليها ، إيديها محتاجة منك توصيلة ، لفوق يمين لأجل ما تملا خلفية شهرزاد مزيكا مجهولة زي البخت بتاع الشيكولاتة )

شهرزاد اللي مستنية اللحظة دي من قبل الصبح ما يطلع ، مدت إيدين ملهوفين ع  الزرار .. قالت تعويذة باين بالغلط ، ( يا إماتن إنت اللي دوست صح - بالغلط )
كل شيء بينتهي لما إبتدأ عليه .
شهرزاد بتمد رجليها الطوال ، و تنام على السرير .. الباب بيخبط دقة مكتومة .. عشرة تسعة تمانية ، اللعبة اللي بتتهمس بشويش و في السر العميق .. أربعة تلاتة إتنين واحد .. بترتجف لما تحس فجأة بعنين مراقبة عنيها اللي مغمضين غصبٍ عنهم في إدعاء النوم ، صوت الخطاوي : كاط كاط كاط ...

الصبح عمال بيصغر لحد ما يتولد ، لحد قبل ما تموت الليلة اللي فاتت ، لحد الليلة اللي فاتت ..
شهرزاد نايمة إمبارح و شايفة الحلم ..


 ( فراغ ينتهي مع إنتهاء تدريجي لموسيقى التعويذة المزعجة )






الحلم :
تنتشي في إعتقادها أنها تكتفي بهذا دونا عن العالم
تدرك أنها تعشق حتى نهايتها تلك 
تبتسم ..
تمسح عن عينيها دموع البوح سريعا ، لكنها تعترف لللا أحد المتشكل في تلك اللحظة على هيئة قس : أن قلبها يخفق في إنكسار لم تخمن أنه سيصيبها .
تكشف لنفسها حقيقة أنها خسرته في واقع عادل لما هو أفضل ، ربما كان من المفترض أن يعزيها هذا الخاطر ، و لكنه لا يجيد واجب العزاء .
 تتمشى بالطريق المعتاد ، هم أصدقاء منذ الأبد و هو دوما يحدثها بأسرارٍ جديدة :
 عما تنقشه الخطوات من لوحات جديدة فوق السلمات البيضاء - عن القبعات القشية -عن أحاديث تجرى بين النوافذ و الطيور و أخرى تدور بين الثلج و الضباب - عن الزهر الأبيض ( جاردينيا ) و عن زهر أحمر جديد نما ليحيط به في سلام.
يجرفها الحنين إليه(ا).
تتذكر في فرحتها الغير مصدقة .. فراشتها البيضاء التي نبتت من أغصان شارعها المحبب .
 تدمن أحاديث الجاردينيا التي ترويها بأجنحتها فقط .
 يبدو أنها وقعت في حب فراشات الزهور البيضاء !


الموسيقى كاملة من إكتشاف عمرو حسني تجدونها على هذا الرابط
http://www.youtube.com/watch?v=tiWXrVXOMAU 

السبت، 3 سبتمبر 2011

البلشون المفقود

هل رأى أحدكم " بايلو " ؟؟
البلشون الصغنن اللي الريش الأبيضاني مغطيه من راسه ، و الريش الإسوداني مغطيه من ساسه ؟
الحكاية اللي فضلت مستنياه 3 صفح فاضيين ، قررت تغير أسلوبها في التدوير عليه . و لما نزلت للشط المهول اللي بيهرب منه السمك الرمادي في نص الليل ، و بيصبح طائر واسع الجناح ضيق القلب ، سألته عن البلشون الصغنن .. فشاورلها على صحابه .

صحاب " بايلو " يا دوب كانوا إبتدوا يرفرفوا .. اللحظة دي -( اللي كانت مبسوطة جدا من نفسها ، لكنها ماطارتش !! من الفرحة )- كانت أول مرت طيران للجيل الجديد من البلشون .
الرفرفة خدتهم فوق المحيط يراقبوا المَيّة اللي بتتحول من الأخضر التدريجى للأزرق اللا نهائي.. الحكاية اللي بتّدور على بايلوا كانت مبسوطة و هي طايرة مع صحابه وسط السماوات الزرقة : أزرق سماوي.
بيميلو ع الموج و يجوعوا من الفرحة و م التعب و من فتحة النفس ، فيقربوا لاجل يصطادوا السمك  ، و مع أول لحظة بلل يتحولوا كلهم : الموج : بوابة مسحورة - المحيط : بيت كبير مليان أوّض - البلشون : 5 اخوات من البني آدمين اللي ودانهم زي الباندا - الحكاية : لأم بتدور على إبنها اللي ناقص .

حد شاف " بايلو " ؟

البيت اللي كان مليان أوض فاضية كان زي المتاهة .. كل ولد من الأولاد الخمسة لقى نفسه في أوضة لوحده . اللعبة إبتدت لما البيت إبتدى يغني موسيقى قديمة بجرسه و بس .. الموسيقى الجرسية كانت بترسم في خيال الولاد ذكرياتهم سوا : فساتين حمرا ، و زرقا و دهبي ، و فراشات و ورود و دفا .. و لإن المزيكا اللي من زمان إتجوزت الرقص ، و بطلت تتوجد من غيره .. خطوات الولاد المظبوطة خدت كل واحد فيهم للطريق المظبوط للأوضة الكبيرة اللي مليانة أكل ، إتجمعوا كلهم على الترابيزة الكبيرة ، و كلوا أصناف جديدة من الـ " جابو-تاكابا "، و " أصابع بودا "، و " فاكهة النجوم " و الـ " باو باو ".



و بعد الوليمة المذهلة خرجوا الولاد يجروا في كل الأوض لحد ما ناموا من التعب و بفعل تأثير النجوم ، و لما صحيوا لقوا نفسهم طيور من البلشون الأبيض اللي بيرفرف قصاد البحر .. بس كانوا شبعانين ..

الحكاية اللي ضيعت من عمرها صفح كتيرة ، و لسة مش عارفة فين بايلو إتخيلت إنه خايف من الرفرفة أو من البحر أو من متاهة البيت  أو من كلامه اللي زي الجرس .. أو إنه مش موجود .

هل رأى أحدكم بايلو ؟؟
البلشون العجوز اللي الريش الأبيضاني مغطيه من راسه ، و الريش الإسوداني مغطيه من ساسه ؟؟

الخميس، 1 سبتمبر 2011

النمر " سا "


الطبل بيدق عالي ، على طول ..
النمر اللي بيجري دايما عكس إتجاه الهوا ، بسرعة ( عشان خلاف إتولد ما بينهم زمان ، و لسه بيكبر معاهم ) بيسرّح وبره  لورا ، و بيخلي شكله يخوف أكتر .. و بيزود اللمعة في عيونه .
النمر الوحيد بيفرض سطوته بين السهول الممتدة لحد آخر ما عنيه بتوصل :  كان إسمه حرفين " سا "

و اللمعة في عيونه اللي كات بتعيش يا دوب تِلت يوم ، من آخر النهار لنص الليل ، بتخلي النمر يشوف في الضلمة كلام كتير : "الكلام اللي بينور لحد نص الليل بين القطط و التلج ، و البنات العريانة و المرايات ، و العنب الزبيب و الرقص " .. بينطفي من نص الليل لآخره ، و بيبفضل النمر لوحده يهاتي مع خياله اللي مش باين من الضلمة.
 بينطفي الكلام  – في عيون النمر – لحد الصبح ما ييجي منور بكلام الهوا المقصود : إن مافيش أحلى من كلام آخر الليل .
فيبتدي النمر يجري ، تملي ضد الهوا بسرعة .. لحد قطع النفس و لحد آخر النهار .
الهوا الرايح كمان كان إسمه حرفين " مو "

النمر الوحيد في التلوج الشرقية البعيدة ، ممكن نشوفه راجل ماعرفش يبقى فلاح أو صياد أو راعي ، يا دوب بقى ملحمة مضحوك عليها من الزمن ، عايشة في زمنا اللي بيقطع النفس لحد آخر النهار ، و لحد آخر العمر !!



إنما في الحقيقة ، فالنمر كان تالت تلاتة خلفتهم الدنيا في نفس التِلت من اليوم القديم ، ( اللي إتسرق فيه من العجوز نظره ) : النمر و الهوا و جنية الأمنيات.

الجنية كانت خلاف إتولد ما بين النمر و الهوا ، و أمنية مشتركة مارضيتش تهاديها لواحد على حساب التاني ، و " الخطاوي اللي بيجروها " كانت عمر الخلاف اللي عمال يكبر ما بينهم ، و بعدهم عن الجنية اللي نسيوها وسط الأمنيات اللي مش بتتحقق .

الطبلة لسة بتدق عالي .. و لسة على طول
النمر اللي عمره ما شاف كلام آخر الليل ، بطل يسمع كلام نص الليل ، على شان عمره ما حس إنه هايكمل ، مع الوقت نسي هو ليه لسة مكمل " جري قطع النفس " بتاع كل يوم ضد الهوا .. نسي ملامح البنت العريانة اللي كانت بتبتسمله في المراية الفضة و بتطبع بشفايفها بوسة مدورة ملتهبة الحَمَار ، ممكن تبهت ، لحد ما تلحقها ببوسة جديدة مع دقة نص الليل ، عمرها ما تخليها تختفي .

" سا " كان ممكن يكون شخص عايش في زمننا ، و داير في الساقية المقفولة اللي بتخليه يلف علشان يملك أشياء بتجبره إنه يلف أكتر . بس إحنا إتفقنا إنه مجرد نمر .

و في يوم من أيامه اللي أدمن فيها عنبية القش المحروق ، و عدم الإنصات للكلام اللي بينور ، و بعد ما شافته أخته - اللي ما تعرّفهاش- بعيون الوحشة و الصعبنة .. قررت إنها تسيبله أمنيته اللي جري عمره مستنيها .. سابتله كلام منور بطول الليل و مداه ..
و لما أخيرا جه الليل اللي هاينور بطوله .. ماقدرش " سا " يسمع كلام آخر الليل اللي فضل طول عمره مستنيه .. كان صوت الطبلة العالي لسة بيدق .. لسة على طول ...

جنية الأمنيات كان إسمها " راي "

عن أسطورة الساموراي الغير مكتمل .. إهداء لأجمل شخص في العالم : دينا ماهر


الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

مايكل نبيل ، رجل بلا مكان


من كام شهر فات .. كتبت و مثلت عرض مونو دراما قصير ، و بعدها عملت المدونة دي بنفس الإسم ..و العرض كان مُلهَم بشكل أساسي من سيرة الناشط الحقوقي مايكل نبيل سند.
ساعتها كان مايكل يا دوب لسة داخل السجن بسبب مقاله الشهير " الجيش و الشعب عمرهم ماكانوا إيد واحدة " ، و اللي أعلن فيه تخوف واضح من قيادات المؤسسة العسكرية ، و ولاءها للنظام المخلوع ، و هي أفكار كانت سابقة جدا لأوانها ، و بالتالي مالقتش أي تعاطف من حد ، و لا مايكل لقاه .
المهم إني حاولت أعرض بعض أفكار لمايكل ، كان أهمها الأفكار اللي أنا إقتنعت بيها من خلاله زي موضوع التجنيد الإجباري مثلا .. و كتبت و قُلت : إن التجنيد الإجباري بيرجعنا لعصر العبيد اللي بيخدموا تحت رجلين إسيادهم اللواءات ،  يا إما بيمارسوا أدوار أمن مركزية قذرة تحت شعار " التجنيد " شرف المواطنة .

قضية منفردة زي دي ممكن تكون مثال بارز نفهم منه مايكل ..
مايكل اللي خد إعفاءه من الجيش عمره ما بطل يتكلم و يدون ضد التجنيد الإجباري .. في مثال واضح للمفكر الحر الغير مقيد بخطوط حمرا أو مصالح خاصة ، مايكل اللي ماعتبش الجيش كان صاحب دعوة إصطحاب المجندين للتليفونات المحمولة كحق إنساني أصيل .

و أفتكر إن مرة حد متعقل كان مختلف مع مايكل ، و وصفه إنه سياسي فاشل ، بسبب إن كل أفكاره في عكس التيار ، و مش بيدي لفريق أو جماعة فرصة لتأييده ، كونه بيضرب بكل الثوابت عرض الحائط .. ساعتها كان رد مايكل عليه : إنه مش سياسي أبدا ، و إن كل همه في التفكير  ، و التعبير عن أفكاره بحرية

بعد ما عرضت المونو دراما القصيرة بتاعتي مرتين ، و بعد ما آلت إليه ثورتنا المجيدة ، حسيت بالقرف التام و إبتعدت - أنا و غيري - عن الشأن العام تماما .. يا دوب بنتفرج على المولد من بعيد لبعيد .. و إحنا حاسين إن روحنا اللي كنا شايلينها على كتافنا يا دوب من كام شهر ، قد سحقت تماما ، و معها كل الآمال و كل الأفكار .
الأفكار ليها أجنحة .. بس إحنا للأسف بنحترف دبح الطيور ، و خالقيها كذلك !!
( و مين يجز بإيده الورد ، يقص قصد جناح عصفور ) 
 من كام يوم قريت خبر في الدستور إن مايكل هايبتدي إضراب عن الأكل بسبب إنه أول سجين رأي بعد الثورة اللي ماحدش سأل فيه ، و حتى النقض بتاعه ، رفضوا يستلموه !
فكرني بأسلوب غاندي قوي .. كتبت التعليق دة : "مايكل مفكر حر في بلد لا يدرك عامتها معاني التفكير و الحرية.. و المجلس العسكري مستغل جيد للواقع المخزي"
بعدين فكرت في إننا مش بس اللي بندبح الحمام و صحابه .. ماغندي مات مقتول .. و جون لينون مقتول !!
و حشني مايكل قوي قمت دخلت على الصفحة بتاعته و قريته كاتب :
"أحا ، يعنى انا مضطهد فى مصر ، و حكومة نتنياهو بتعمل المستحيل علشان مدخلش إسرائيل ، و دلوقتى بيقولولى متجيش لبنان علشان حزب الله مش هيعتقك ، و البعث السورى بينى و بينه معزة قديمة و مش هعرف ادخل سوريا تانى فى ظل وجود النظام البعثى ، و امريكا و بريطانيا عاملين نفسهم ميعرفونيش ... أنا كدة شكلى هقدم على لجوء سياسى فى كوكب المريخ ، كوكب الأرض متآمر ضد مايكل نبيل"
زي ما جون لينون كتب عن نفسه إنه رجل اللا مكان

He's a real nowhere man,
Sitting in his Nowhere Land,
Making all his nowhere plans
for nobody.

السبت، 20 أغسطس 2011

دراجون كوي



الجرس بيرن مرة واحدة : دينج !
القديس " كوي " تراه في عالم العجائب مجرد " سمكة " ..
نافورة الفضة - بيته - إللي بترمي فيها شعاع الشمس ، و تاخد الأطياف السبعة و سبعين .. و ترمي فيها الشِلن الدهب ، و تاخد بوسة حبيبتك .. و ترمي فيها رجليك المتعورين من كتر الجري في فردة الجزمة اللي قلبها داب ( من حب الفردة التانية ) .. و تاخد منها رجل سليمة ..


السمكة اللي منقطة أحمر في إسود مشتاقة لسر ماحدش يعرفه غير بيت الفضة ، و كام سمكة تانيين عندهم نفس الإشتياق للسر.
و لما ضاق البيت يا دوب شبرين .. إختفت من النقط الحُمر .. يا دوب نقطتين . البيت بيضيق ، عشان تعويذة إتقالت زمان بالنطق الغلط من راجل عجوز نظره إتسرق منه ، و مع الأسف كل الحكايا كات مرسومة بطريقة برايل ، إلا صفحة التعاويذ .. كانت مرسومة من القلب للقلب ، و قلب العجوز هدية في جيب بنت عريانة ، باعت هدومها في سوق "المخاليق الكتيرة اللي ماتعرفهمش و مش هاتشوفهم تاني ".

و لما ضاق البيت كمان شبرين .. ظهرت مع النقط السود .. كمان نقطتين .. و البيت الفضي -اللي بياخد بذر البرتقان ، و يِدّيك جناحين لأيامك - بتوجعه قوي النقط السودة ، لإنه مش بيعرف ياخدها ، و يديك بعدها كلام هادي .
السمكة المنقطة إسود في إسود في العالم اللي برة العجائب : تلاقيها راجل إسمه كوي .. زهق من إنه يبقى قديس .. عشان كل يوم بيسمع الإعترافات الممتعة اللي عمره ما عمل زيها !
و ف عالم العجايب كانت السمكة كوي في آخر مراحل التحور .. البيت الفضة اللي عارف كل الأسرار - من القلب للقلب ( و من غير ولا كلمة ) - بيراقب النقط السودة اللي عمالة تزيد .. و ماحدش عارف إن النافورة اللي بترش الماية لفوق هي دموع الفضة ، و لا حتى السمكة اللي مشتاقة لسر خلاص هايحصل.

و لما زار الراجل العجوز - اللي حاطط مكان قلبه زرار مش بيتفتح - البيت الفضة ، قام مسك "كوي" و نقله للبحيرة الواسعة .. مش معقول بعد ما أصبح تنين ممكن يعيش في نفس البيت الفضة اللي عمال بيضيق.


عن أسطورة السمكة كوي التي تحولت لتصبح ( دراجون كوي )







الأربعاء، 17 أغسطس 2011

ألف ليلتي و ليلتي : جاردينيا


و بعد ما باعت شهرزاد كل الورق اللي مرسوم عليه الحكايا الساحرة لراجل عجوز كفيف ، و قبضت تمنها بندق و لوز و جوز و ياميش ، و غزل بنات و فلوس كتيرة .. ماحدش نقم عليها خالص ، عشان من زمان لما إتوجد البني آدمين في الكون .. إتقسموا صنفين : ناقمين ما بيحبوش حكايا ألف ليلة ، و متفهمين بيحبوا سحر الحكايا ، و بقيت أنا في المعضلة دي لأبد الآبدين و يوم الدين .. أغنية شهرزاد بترن في وداني ، هربت من العالم اللي مليان ساعات بتدق بصوت عالي بيخوف ، و حكايات بتتهمس للصحاب القليلين اللي سامحوا شهرزاد و غنوا غنوتها معايا في السر : شهرزاد اللي ياما عاشت ليالي الخوف من دق الساعات ، و باعت حكايتها مع العالم مع .. كل الحاجات .... إشترت فستان قصير و إشترت أحمر شفايف .. إشترت عيون بتلمع ، تنده اللي ماشي شايف .. و إشترت ( برة ) يغير ، كل ( جواها ) اللي خايف ...
قمت أنا فهمت ، و أنا باشتري الكتاب اللي مرسوم عليه السحر من راجل عجوز نظره إتسرق منه في حانة بتقدم العنبية اللي مصنوعة من القش ، إن شهرزاد باعت قبل ما تتباع في المزاد العلني : ألا أون ألا دوي ألا تري .. بـ ولا حاجة !



ملحوظة لازم تيجي في الأول :  النص كله بالعامية.

الجاردينيا اللي لونها أبيض زي التلج  قلبها موصول برفرفات كتيرة مابتبطلش ، لفراشات بتحب تلف و تدور .. حوالين بيت الجاردينيا الفضي .. بيسحرهم اللون الأبيض و بيملا قلوب الورود التانية الملونة : بأحمر و وردي و طماطم ، بمشاعر قاسية تجاه الجاردينيا اللي قلبها تعب من متابعتها الساكتة لرفرفة الفراشات اللي بتحوم .. لحد ما فقد - قلب الجاردينيا (بياض التلج) - دمويته .
حالتها الثابتة كانت بتساعدها إنها تسمع كتير ، و من سمعها إتعلمت هدايا كتيرة ، ماحدش عرفها من قبلها ولا من بعدها ..
بتكلم الشجر بلغة الشجر ، و الهدهد بلغة الهدهد ، و الجو البرد بلغة البرد ، و مسك الليل بلّيل ، بس ما بتعرفش تكلم الفراشات ، عشان الفراشات بتحكي برفرفة جناحتها ، و مابتحبش تكلم الصبار .. عشان لغته بتشوّك قوي !

و لما جه أوان الأمنية الجديدة : جاردينيا إتمنت جناحين تهمس بيهم للفراشات بالسر اللي دوب قلبها طول السنين .. و كانت جنية " وجع القلب " حاسة بقلبها الأبيض ، و ماهانش عليها إلا إنها تقطف الجاردينيا من جزعها الأخضر ، وتطيرها لفوق ..
ب ورقها اللي أصبح جناح ، و زهرتها اللي كما العيون .. جاردينيا صبحت فراشة بيضة  بترفرف  .. و بتحكي كل الأسرار بسرعة قبل ما تقع تاني في الأرض ، و تدبل و تموت .
كل أمنيتها : تكون جنية وجع القلب بتعرف تحدف لفوق  عالي .. لاحسن قلبها مليان بالكلام ، و ورقها يا دوب بيتعلم يرفرف همس الفراشات .

السبت، 6 أغسطس 2011

العجائب


ألف ليلة و ليلة من الهدوء الساكن ، العجائب قد وُجدت .. تملك القدرة والمحيط ولكنها تبحث عن مسافة رمادية تحتويها كي ترفع فوقها راية الحياد ، وتبدأ لعبتها الخاصة جدا ، و الممتعة.
تخيل ، لو أن الكائنات المرسومة و المصورة قد وجدت ذلك الباب السحري ، فولجت إلى عالمك أنت وحدك في سرية كاملة . وقتها ستتمنى لو أنها قد تخلت عن حالة الجمود الكرتونية ، و تمتعت بقليل من المرونة الغير منطقية - حتى في العالم المسحور.
و إلا كيف إذن ستنزع الفستان الأحمر الفاتن عن الفاتنة ، ذات الراداء الأحمر ؟؟
العجائب قد وجدت. كائنات متسعة الثراء تحيا في قلب الشاشة الفضية الباردة ، و لكنك لا تهتم سوى بضبط درجة البرودة .

ألف ليلة و ليلة من سحر الرحلة السرية الآمل في آخذك بعيدا ، تدخل جُحر الأرنب هازئا ، و أنت حقا لا تدري مدى عمقه !
المقهى الطائر المذدحم  بالذكريات الملونة الأطياف ، الأجنبية : أوركيد و بلوم و سيّنا ، و الحميمة : زرقة السماء ، و طماطم و هندي أحمر. تتحدث مع أطياف الذكريات ، و يضحك قلبك عندما تصادف روادا آخرين من الأمل ، و الثرثرة الفارغة ، و الألعاب السرية البريئة . و المقهى الطويل جدا مازال بساطا يطير بالسرعة المطلوبة  في الإتجاه المحدد .
و يأخذك الجحر أكثر عمقا فترى من حولك بشكل أكثر دقة ، أكثر خيالا ، فلا تشيح بوجهك هذه المرة عن العجائب التي تسسللت في الخفاء إلى قلبك الضاحك . عن التمثال الذهبي الجامد الذي جاب مشارق الأرض حتى وجد ساحرة بيضاء غرست في لحمه المعدني بذرة حمراء ، ثم أنمتها في صبرٍ مقداره ثلاثين عشقا حتى انبتت قلبه النابض.
عن السمكة الرمادية التي سافرت يوما خارج المحيط ، فاستحالت نسرا ألقى مخالبه فوق سلحفاة إعتادت ان تكون سمكة مذهّبة في ذات المحيط ، عن النسر الذي إعتاد أن يكون سمكة رمادية في محاولاته الشجاعة في العودة للمحيط.
عن القمر الذي إنشق ذاتيا و أعطى شطره  للشمس البعيدة ، و تلى صلواته المعذبة المقدسة في حزن رائع ، و السمكة المجنحة - كالفراشات -  ذات العيون القططية .

العجائب قد وجدت في يومٍ فائت ، العجائب قد وجدت في يومٍ حاضر .. ربما لا تتذكرها ، كيف بدت ؟ كيف سُمعت ؟ كيف تُنفست ؟ كيف دغدغتنا كهرباتها لأول مرة ربما لا تتذكر ، و لكن العجائب قادرة - في يوم ما - على إيجاد الباب الخفي ، و الولوج في سرية تامة إلى عالمك الخاص .. أثق أنها ستتحلى كذلك بالمرونة المطلوبة ، حتى في عالمنا هذا

الصورة المعنونة (The way you smelled)  و طاقة الكتابة إهداء من الصديقة ريهام سعيد .

الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

Fiso

هذه التدوينة تحديدا تحوي الكثير من الأسرار البريئة ، و لكني سأثق في تفهم الآخرين ،  و سأدعي مثل الآخرين أننا مختلفون في هذا الشهر . و بمناسبة المناسبة فرمضان بالنسبة لي يحمل الكثير من المحلية ، و ما حدث بأول أمس أن الهاتف عندما ضج ، و تلقفه كف أمي الفضولي ، و ما إن قرأت الإسم الغريب حتى سألتني عنه ؟؟

إلتقينا في اليوم التالي : وابل من أقذع الشتائم التي نتبادلها دوما من باب الأريحية ، أثق تماما في عمقه و ذكاءه الفطري ، الذي ربما لم يلاحظه آخرون . بدأت الحكايا عندما سرد الموقف بسعادته الفخورة : عندما سأله أبوه عما إذا كان يملك سجائر . إدعى عدم السماع ليعيد تقييم السؤال . و أجاب بعد إعادة السؤال بـ : نعم :)
وقتها أخذ منه العلبة ، و أخذ منها سيجارتين ، ثم أعادها له ، فيما كانت الأم تراقب الموقف و الغيظ يأكلها .
أكمل كلامه الموجه لنا : وقتها أحسست بالسعادة الغامرة .. أن وجودي ضروري في الحياة ! :)))
ثم عقب عن موقف أمه يائسا .. " ربما كانت الآن هي الشخص الأسوأ في حياتي "
كيف تتحول فتياتنا " الفتيات " إلى هذا الكائن الحزين المدعو أم ؟؟

و تابعنا التذكر : ذكريات في كل إتجاه .. عندما كان ثالثنا بعد صغيرا ، و كنا نلعب في الباحة الخلفية بجوار كشك صغير ، طالما خالفنا صاحبه .
حتى خرج علينا يوما مستشيطا ، و هو يمسك ( الشيء ) بيديه و يوجهه نحونا ، بينما إبنه الصغير - في دورنا أو أصغر - يستجديه أن : خلاص يا بابا .. هلعنا جميعا ، و لا أدري إن كنت الوحيد الذي إعتقد أن الذي بيديه كان مسدسا ؟؟
إتضح أنها زجاجات الساقع الفارغة ، يلقيها علينا ، و بينما نحن نركض هلعين .. إستمعنا إلى أول اللعنات التي تخرج من فم ثالثنا - و هو بعد صغير -
ركضنا جميعا هالكين - من كثرة الضحك و الفزع - و ثالثنا يهتف بعدائية بريئة لصاحب الكشك المرعب : ك$ أبووووووك !!

في وقت سابق و هو أصغر ، كان - ثالثنا - يذيق أخيه الأكبر الأمرين و هو يهزمه في كل الألعاب الإلكترونية التي خلقها كونامي و أسلافه . و بعد ملايين المحاولات اليائسة : يتفتق ذهن الأخ الأكبر عن فكرة شيطانية يفوز بها على غريمه الغير قابل للخسارة في الألعاب .. يأخذ وقته كاملا ثم يصارحه بالحقيقة الغائبة عن ذهن العبقري الصغير ، يقول في هدوء :
- على فكرة يا **** أنا أكبر منك .
ينهار الطفل غير مصدق و يلوم الأب و الأم في شجار حامي لا يتوقف لعدة أيام ، ربما بعدها هدأ قليلا و فعل مثلما نفعل جميعا ، و تقبل الأمر الواقع ، و إكتسب خبرة حياتية سابقة لأوانها.
بعدها بفترة ، ربما لعب ثالثنا مع أخيه مباراة محسومة جديدة ، كان نتاجها أن لعب الأكبر لعبته المتقنة مرة أخرى :
_ على فكرة .. جارنا " فلان " برضه أكبر منك
و برغم أنها الحقيقة ، إلا أن الأب وقتها لم يجد بدا من التأكيد الحازم على أن هذا لم يحدث :)

و نتابع التذكر ، و يتكلم " هو " مرة أخرى فأستمع له بإنصات : يتكلم عن الثورة ، و عن الشيء اللي ملى الكيس ، و عن إن مفيش فايدةفي الشعب إبن الــ ...... ، ثم يكشف لنا عن تجاربه الأخيرة : قناة الفراعين ، و برنامج يعرض هناك إسمه : نبروه في أسبوع ، و ما الذي يحدث في نبروه كي يعرض في أسبوع .. نتفق في صمت عن أن العبث قد ضرب كل شيء ، و لكنه للغرابة حريص على الصلاة في المسجد (و هو شيء غريب ) ، ثم سب الدين للجميع - خاصة لاعبي الكرة - بعدها (شيء عادي جدا ).

ثم أخيرا قبيل الصعود لنشرب كثيرا ، يذكر أغنية شاهدها في قناة المصراوية
أترككم مع الكليب الرائع " دم قلبك "



الجمعة، 22 يوليو 2011

بـــلاد الـعــاشــقــيــن

بلاد جمع بلد ، و البلد التي أقصدها هي تلك البلد المعنوية ، ليست المكان ، و إنما الحيز الموسيقي المتسع  .. أو هي كما يُعرفها القاموس الإنجليزي بمعرفته :
bal·lad   
[bal-uhd]  –noun
1. any light, simple song, especially one of sentimental or romantic character, having two or more stanzas all sung to the same melody.
2. a simple narrative poem of folk origin, composed in short stanzas and adapted for singing.
3. any poem written in similar style

التعريف الأول خصوصا هو مفضلي - بغض النظر عن "ستانزاس" !! -  ، و هو ما يزيل أي لبس أو سوء فهم بخصوص الكلمة .

أود أن أبدأ بما إنتهيت إليه ، فأشير إلى بلدي المفضلة هذه الأيام :  تغني عن الرحلة من ساوثهامبتون التي يخوضها الثنائي في مواجهة العالم . مغضوب عليهما بسبب غرابة العلاقة بين مطرب البيتلز الأشهر ، و الفتاة اليابانية التي حملها الجميع مسؤلية كل شيء .
يخوضونها سويا من ساوثهامبتون إلى باريس ، ثم تمضية  "قمر العسل" على ضفاف السين . و منها إلى هيلتون أمستردام . حيث يقضيان أسبوع كامل من الإستلقاء على أحد الأسرة طلبا للسلام - على طريقة غاندي -  في مواجهة ( حرب فييتنام ) .
 الجدير بالذكر هو أن إذاعات أمريكية مختلفة كانت قد رفضت إذاعة الغنوة - البلد - بسبب تضمها مقطع محدد إرتأوا وقتها أنه يحمل تدنيسا دينيا .. إلا أن هذا لم يمنع تصدرها ترتيب الأغاني في إنجلترا ، و وصولها المرتبة الثامنة في الولايات .
أقوم بنشر المقطع المتاح ببساطة في شتى أنحاء العالم الآن ، و أتذكر مقولة شاهين الخالدة : الأفكار لها أجنحة لن يمنعها أحد من الوصول .
 كذلك كانت بلد جون و يوكو : إحدى حمامات لينون الزاجلة التي وصلتنا رغم كل الصيادين . 



Christ, you know it ain’t easy,
You know how hard it can be,
The way things are going,
 They’re gonna crucify me.



ربما كان للإقتباس عامل مهم ، و لكني إرتأيت وقتها أنه من الممكن أن تتسع بلاد العاشقين لبلد إضافية .
 كنت قد قضيت ليلتها في قهوة الحرية مما ألقى بظلاله على مفردات بلدي الخاصة ، تلك التي إستوحيت إسمها من لقب قديم كان قد أطلق علي سخريةً ، ثم إختفى كثيرا حتى سطع فجأة فبدى مثاليا كعنوانا للبلد .

بلد " نور ا ديم "

في مرة م المرات
السور ما بينا مات
و صرنا كائن عجب
شوية نور على دي

في مرة م المرات
كنتي فراولاية
و كنت أنا برفان
و بقينا كاس آي دي

يا حلمنا المسكون
عفاريت و غزل بنات
دة أنا ياما متعتق
عرق البلح أمهات

يا لحننا المقسوم
زودلنا التيمبو
دة الفالس بقى ديسكو
و نص عمري فات
نخب نصف العمر القادم  :)  .................. و إعط السلام فرصة


الأربعاء، 20 يوليو 2011

بس ساعتها عرفت إن إسمها موسيقي جميل : لـــوســــي

ويبقى دائما الحديث عن البيتلز ، هوس لا ينتهي لهؤلاء الذين تورطوا مع موسيقى البوب - روك الإنجليزية التي رسمت ستينيات القرن الماضي : التلاقي و الدرامر الذي تم إستبداله ، رحلة ألمانيا ، الإنطلاق : ليلة يوم صعب ، أريد أن أمسك يدك ،  رحلة الهند التي أضافت توابل شرقية لاذعة على المذاق الإنجليزي المعتاد :  كل ما تحتاجه هو الحب ، حقول الفراولة للأبد ،  بلد جون و يوكو ، الإنفصال ثم رحلتان فريدتان متوازيتان لفارسا الخنافس جون و بول .

" يحكى أن جوليان لينون قد عاد ظهيرة أحد أيام سنة 67 من حضانته إلى المنزل ، حاملا معه كنزه الخاص : لوحة تعبيرية قام برسمها لصديقته ذات الأربع أعوام ، و حين سأله جون الأب عنها أخبره بعنوان لوحته :

Lucy in the sky , with diamonds  
 بالطبع علق الإسم في ذهن الـ جون ، تطور و تحور بعد هذا - كإنسان دارويني يدعى  هومو سابيانز - ليطل علينا كأغنية تحمل نفس الإسم .
في وقت لاحق ، و مع تطور الخلاف بين جون و زوجته الأولى سينثيا ، و ما ألقاه ذلك من ظلال على بسمة وجه إعتاد أن يكون صافيا لطفل يدعى جوليان ، سطعت أغنية مواساة هادئة تخاطب الطفل الصغير من عقل صديق والده : الخنفس بول .

Hey Jude, don't make it bad
Take a sad song and make it better
Remember to let her into your heart
Then you can start to make it better



حقا لا أدري هل هو ممتع للغاية التي أصل إليها ؟ تلك الأحداث الحقيقية : تلك الحياة : حياة ما وراء الرتم . لي تجربة إبتدائية في تخليق الأغنية ، و أؤمن تماما أن تلك الأغنيات التي تحمل تاريخا : تحيا للأبد . على الأقل في نفوس صانعيها ، و أولئك الذين عايشوها ، أو عرفوا سرا خفيا بخصوص هذه الأغنية أو تلك .
و تبقى دوما أغنيات البيتلز لها سحرها الخاص ، بمرور الزمن .. سواء تلك التي صنعوها و هم بعد خنافس ، أو تلك التي صنعوها و هم يحملون أساميهم الخاصة ، فكلهم خنافس بالنسبة لي .
نخب للبيتلز ، و وحشة لرفاق الذكريات :)

الثلاثاء، 19 يوليو 2011

التأويلات الأخرى


الخطايا العشرة ، و الكثير من الكلام حول هذا الصدد .. بدأت القصة بمحاولة اللعب و اللهو - ربما العبث - كيف تحقق جميع الخطايا العشر في 10 دقائق .. في عرض مسرحي مونودرامي قصير ؟
إضافة إلى الهواجس الأخرى التي تأكلني داخليا كلوثة عقلية - كلمة نهى العربي المفضلة -                                                         مواضيع مثل : الأصنام ، الحياة التي تمضي بدون أن نحياها تحت شعارات التدين اللا نهائي ، النوبة - التي أنتمي إليها بشكل لا أستطيع السيطرة عليه - ، ثم مايكل نبيل سند الساكن بزنزانة التجربة في سجن المرج ..
كلها مجرد هواجس تمضي أحيانا كنملة ألتقيها فتسير هادئة بلا لدغة لاذعة ، و أحيانا أخرى تتسلل تلك النملة و تقضم لدغات كبيرة ، فترسم هالات مفزعة على عقلى .. و وعيي .
الأصنام : تلك الظاهرة التي إبتدعها علي خالد مصطفى و عمرو حسني - كلاهما متداخلان في صنع الظواهر المزعجة ، فلا يستطيع أحد فصل مخلفات هذا عن ذاك - و يقصدان بها أولئك الذين أُجل ، و أتابع آراءهم بلهفة . ربما كان إعترافي بالظاهرة ، و ما تلاه من ملاحظة أن جميعنا - ربما - نملك أناسا من مثل هذه النوعية ، و ما خلفه هذا بالطبع من شعور بالأريحية : هو ما سلل إلي تلك الرغبة الخبيثة في التصريح بكل شيء .. بالظاهرة : ظاهرة التتبع و ما قد تحويه من هوس و تلصص ، بل و بأسماء أصنامي الخاصة الذين أفتخر كثيرا بمعرفتهم : سيزيف ، إيفان ، هيباتيا ، تهراقا ، و ... و هو ما يقودنا مباشرة إلى اللوثة الأخرى : قضية الحقوقي مايكل نبيل سند   .
http://www.facebook.com/FreeMaikelNabil?ref=ts
مجرد الحديث عن مايكل نبيل سند يدخلك عش الدبابير : قضايا شائكة من نوعية : الإلحاد ، التطبيع ، الأسرة ، الحكم العسكري ، مجرد الحديث عن جريء مثل مايكل يتطلب منك جرأة مثيلة .. أو ربما أقل كثيرا  :)
ثم تعود لعبة الخطايا العشر .. من منا لا يخطئ ؟ قصص كثيرة ، و أفلام ، و سير تتحدث عن الخطايا العشرة .. و لكني أختار  أن أبدأ سيرتي الخاصة في قرية المحرقة النوبية قبيل الغرق ، حيث يحيا شاب ضئيل أبيض يدعى الخلود بن براح . ربما كان إبن الزنا الحادث بين والدته - البراح - و رجل مغربي مر بالقرية ، و ربما كان أبيه - مثلما إدعت البراح - مجرد : ملاك أبيض عنده ألفين جناح ملونين زي السما بعد أما تمطر .
ثم أمر بالخطيئة التالية : أتطلع إلى هؤلاء القائمين بالغرب العالم الذي يلوح و كأنه حديقة خضراء يأكل منها الحمام الزاجل ، و الطيور المغردة ، و تغني الخنافس على أنغام الروك .
فراشات و أقواس قزح لا تمثل الواقع بالتأكيد .. ربما فقط كانت تمثل تلك الأضغاث التي تجول دوما بعقلي المتوثب ، تلك الأضغاث التي ناسبتها جدا - و لا أجرؤ أن أقول أنها ألهمتها - موسيقى هانس زيمر الرقيقة الفاصلة بهدوء مقصود بين تلك الأضغاث المشتعلة .
لهؤلاء الذين شاهدوني ، و أولئك الذين لم سيعدني الحظ .. أود أن أشكر التجربة : تجربة التحرك في هذا الكون المجنون ، و إن إدعى الثبات .