الاثنين، 28 نوفمبر 2011

شو هالإيام !!

وودي آلان يتحدث بعصابية سريعة متوترة ، حمقاء إنسانية صريحة: عن العالم اللا إنساني الذي صرنا نحيا فيه .. يعود إلى عشرينيات باريس الصاخبة و يحيا ساعات هاربة مع الجيل الضائع: الثنائي فيتزجيرالد و هيمينجواي و دالي ، و جميلة يعشقها فتهرب منه إلى زمان أقدم أكثر جمالا.
سيارة بيجو عتيقة و دقة منتصف الليل ، هما ما كانا يفصلان رحلة وودي الخيالية عن بقعته المفضلة .. و بعض الأبطال.

يفصلني عن بقعتي المفضلة جهل روادها و تخازلهم و خنوعهم .. يفصلني عنها جيل من العبيد إستفاق من صدمة إلقاء معبودهم السالف إلى االمزبلة ، و ما تلاه من سقوط ورقة التوت الشفافة عن جميع عوراتهم القبيحة ، ليتعلق - كمازوخي متمرس - بمعبود جديد و ورقة مهترئة أخرى لا تمنع عيوننا عن معايشة كافة قبحهم و دنسهم الذي طالما حاولوا تمريره إلى أرواحنا الحرة.

تفصلني أسوار زنزانة سجن المرج عن بعض الأبطال.

حالي مثل الكثيرين غيري .. أن تشعر أن وطنك سوق للنصابين يعطي من لا يستحق و يخذل من دفع كثيرا  فلم يحصد شيء .
الأربعين حرامي يسرقون الآن ما تبقى من المغارة و أهل المدينة الذين تعلموا نطق كلمة السر على أيدي أبناءهم ، يرفضون التصريح بها و يؤيدون تكميم الأفواه و الأيدي و القلوب.

يغنيها لينون بيأس ناضج - و هي المأساة - صارخا بطبقته العالية :
 الجميع يجري ، و لا أحد يصنع أي حركة
الجميع رابح ، فلم يتبق شيء نخسره
الجميع يتحدث ، ولا توجد كلمة واحدة
النازيون في دورة المياة و في أسفل الدرج

لم يخبرني أحد أنه ستمر علينا أياما كهذه

لم يخبرني أحد أن أول أعدائي و أعتاهم هم أهلي القابعون في الحجرة المجاورة ..  تعاليمهم المدسوسة في السنوات الأولى ..  أساطيرهم المخبولة بغير بحث و صبغتها المقدسة بلون الهراء ..  و جبنهم المتوارث في الجينات وبليغ الحكمة.
النازيون في الحجرة المجاورة يسبون من أهداهم حقوقهم و بعض من إنسانية لم يخبروها بلا مقابل سوى كراهية العبد المغرق للحر الطليق.
قالها زياد من قبل .. شو ها الايام اللي وصلنالا قال إنه غني عم يعطي فقير ، و أنا أشعر بأني جدا فقير وحيد حزين ، و أنا أحيا حالة يُتمً حاد ، و العالم من حولي يحتفل باقتراب الكارثة على طريقة الألعاب الدموية.
المجد فقط: لـ عصام عبد العاطي

الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

شهرزاد تعود

شهرزاد ، بنت طويلة جلدها أبيض زي السحاب و التلج و غزل البنات ، مش بياض محمر و لا مصفر حبة و حبتين . الحكاية دي مرسومة على بياض اللحم و ملونة ألوان كتيرة ملخبطة.
 متمددة فوق السرير ، بتمثل النوم . مغمضة عنيها و مفتحة ودانها . سامعة صدى خطوات أهاليها اللي على وش السفر : طاك طاك طاك ...
نفسها إنقطع من التمثيل و م اللهفة و من إحساس إن دايما في حد مراقب عنيها المغمضين ، و هل يا ترى نايمين ؟
تلعب اللعبة نفسها ، لعبة ما قبل سفر الأهالي ، و الإنفراد بالحكاية المتلونة فوق البياض. تعد في سرها بشويش : واحد إتنين تلاتة أربعة خمسة ستة سبعة ..... عشرة !!
و مع دقة ال ت المربوطة جواها ، يدق الباب دقة مكتومة ، بتخلق إحتفال فوق السرير الفقير ، و في الأوضة !!
تلم رجليها الطوال ، و تدادي قعدتها لاجل ما تجلبلها الراحة ، و الراحة تجلب حكي بالساهل ، و الحكي يجلب لون ماهوش مسبوق !

و تمد إيدها و تدوس على المفتاح
(إيدها ماهياش طويلة زي رجليها ، إيديها محتاجة منك توصيلة ، لفوق يمين لأجل ما تملا خلفية شهرزاد مزيكا مجهولة زي البخت بتاع الشيكولاتة )

شهرزاد اللي مستنية اللحظة دي من قبل الصبح ما يطلع ، مدت إيدين ملهوفين ع  الزرار .. قالت تعويذة باين بالغلط ، ( يا إماتن إنت اللي دوست صح - بالغلط )
كل شيء بينتهي لما إبتدأ عليه .
شهرزاد بتمد رجليها الطوال ، و تنام على السرير .. الباب بيخبط دقة مكتومة .. عشرة تسعة تمانية ، اللعبة اللي بتتهمس بشويش و في السر العميق .. أربعة تلاتة إتنين واحد .. بترتجف لما تحس فجأة بعنين مراقبة عنيها اللي مغمضين غصبٍ عنهم في إدعاء النوم ، صوت الخطاوي : كاط كاط كاط ...

الصبح عمال بيصغر لحد ما يتولد ، لحد قبل ما تموت الليلة اللي فاتت ، لحد الليلة اللي فاتت ..
شهرزاد نايمة إمبارح و شايفة الحلم ..


 ( فراغ ينتهي مع إنتهاء تدريجي لموسيقى التعويذة المزعجة )






الحلم :
تنتشي في إعتقادها أنها تكتفي بهذا دونا عن العالم
تدرك أنها تعشق حتى نهايتها تلك 
تبتسم ..
تمسح عن عينيها دموع البوح سريعا ، لكنها تعترف لللا أحد المتشكل في تلك اللحظة على هيئة قس : أن قلبها يخفق في إنكسار لم تخمن أنه سيصيبها .
تكشف لنفسها حقيقة أنها خسرته في واقع عادل لما هو أفضل ، ربما كان من المفترض أن يعزيها هذا الخاطر ، و لكنه لا يجيد واجب العزاء .
 تتمشى بالطريق المعتاد ، هم أصدقاء منذ الأبد و هو دوما يحدثها بأسرارٍ جديدة :
 عما تنقشه الخطوات من لوحات جديدة فوق السلمات البيضاء - عن القبعات القشية -عن أحاديث تجرى بين النوافذ و الطيور و أخرى تدور بين الثلج و الضباب - عن الزهر الأبيض ( جاردينيا ) و عن زهر أحمر جديد نما ليحيط به في سلام.
يجرفها الحنين إليه(ا).
تتذكر في فرحتها الغير مصدقة .. فراشتها البيضاء التي نبتت من أغصان شارعها المحبب .
 تدمن أحاديث الجاردينيا التي ترويها بأجنحتها فقط .
 يبدو أنها وقعت في حب فراشات الزهور البيضاء !


الموسيقى كاملة من إكتشاف عمرو حسني تجدونها على هذا الرابط
http://www.youtube.com/watch?v=tiWXrVXOMAU 

السبت، 3 سبتمبر 2011

البلشون المفقود

هل رأى أحدكم " بايلو " ؟؟
البلشون الصغنن اللي الريش الأبيضاني مغطيه من راسه ، و الريش الإسوداني مغطيه من ساسه ؟
الحكاية اللي فضلت مستنياه 3 صفح فاضيين ، قررت تغير أسلوبها في التدوير عليه . و لما نزلت للشط المهول اللي بيهرب منه السمك الرمادي في نص الليل ، و بيصبح طائر واسع الجناح ضيق القلب ، سألته عن البلشون الصغنن .. فشاورلها على صحابه .

صحاب " بايلو " يا دوب كانوا إبتدوا يرفرفوا .. اللحظة دي -( اللي كانت مبسوطة جدا من نفسها ، لكنها ماطارتش !! من الفرحة )- كانت أول مرت طيران للجيل الجديد من البلشون .
الرفرفة خدتهم فوق المحيط يراقبوا المَيّة اللي بتتحول من الأخضر التدريجى للأزرق اللا نهائي.. الحكاية اللي بتّدور على بايلوا كانت مبسوطة و هي طايرة مع صحابه وسط السماوات الزرقة : أزرق سماوي.
بيميلو ع الموج و يجوعوا من الفرحة و م التعب و من فتحة النفس ، فيقربوا لاجل يصطادوا السمك  ، و مع أول لحظة بلل يتحولوا كلهم : الموج : بوابة مسحورة - المحيط : بيت كبير مليان أوّض - البلشون : 5 اخوات من البني آدمين اللي ودانهم زي الباندا - الحكاية : لأم بتدور على إبنها اللي ناقص .

حد شاف " بايلو " ؟

البيت اللي كان مليان أوض فاضية كان زي المتاهة .. كل ولد من الأولاد الخمسة لقى نفسه في أوضة لوحده . اللعبة إبتدت لما البيت إبتدى يغني موسيقى قديمة بجرسه و بس .. الموسيقى الجرسية كانت بترسم في خيال الولاد ذكرياتهم سوا : فساتين حمرا ، و زرقا و دهبي ، و فراشات و ورود و دفا .. و لإن المزيكا اللي من زمان إتجوزت الرقص ، و بطلت تتوجد من غيره .. خطوات الولاد المظبوطة خدت كل واحد فيهم للطريق المظبوط للأوضة الكبيرة اللي مليانة أكل ، إتجمعوا كلهم على الترابيزة الكبيرة ، و كلوا أصناف جديدة من الـ " جابو-تاكابا "، و " أصابع بودا "، و " فاكهة النجوم " و الـ " باو باو ".



و بعد الوليمة المذهلة خرجوا الولاد يجروا في كل الأوض لحد ما ناموا من التعب و بفعل تأثير النجوم ، و لما صحيوا لقوا نفسهم طيور من البلشون الأبيض اللي بيرفرف قصاد البحر .. بس كانوا شبعانين ..

الحكاية اللي ضيعت من عمرها صفح كتيرة ، و لسة مش عارفة فين بايلو إتخيلت إنه خايف من الرفرفة أو من البحر أو من متاهة البيت  أو من كلامه اللي زي الجرس .. أو إنه مش موجود .

هل رأى أحدكم بايلو ؟؟
البلشون العجوز اللي الريش الأبيضاني مغطيه من راسه ، و الريش الإسوداني مغطيه من ساسه ؟؟

الخميس، 1 سبتمبر 2011

النمر " سا "


الطبل بيدق عالي ، على طول ..
النمر اللي بيجري دايما عكس إتجاه الهوا ، بسرعة ( عشان خلاف إتولد ما بينهم زمان ، و لسه بيكبر معاهم ) بيسرّح وبره  لورا ، و بيخلي شكله يخوف أكتر .. و بيزود اللمعة في عيونه .
النمر الوحيد بيفرض سطوته بين السهول الممتدة لحد آخر ما عنيه بتوصل :  كان إسمه حرفين " سا "

و اللمعة في عيونه اللي كات بتعيش يا دوب تِلت يوم ، من آخر النهار لنص الليل ، بتخلي النمر يشوف في الضلمة كلام كتير : "الكلام اللي بينور لحد نص الليل بين القطط و التلج ، و البنات العريانة و المرايات ، و العنب الزبيب و الرقص " .. بينطفي من نص الليل لآخره ، و بيبفضل النمر لوحده يهاتي مع خياله اللي مش باين من الضلمة.
 بينطفي الكلام  – في عيون النمر – لحد الصبح ما ييجي منور بكلام الهوا المقصود : إن مافيش أحلى من كلام آخر الليل .
فيبتدي النمر يجري ، تملي ضد الهوا بسرعة .. لحد قطع النفس و لحد آخر النهار .
الهوا الرايح كمان كان إسمه حرفين " مو "

النمر الوحيد في التلوج الشرقية البعيدة ، ممكن نشوفه راجل ماعرفش يبقى فلاح أو صياد أو راعي ، يا دوب بقى ملحمة مضحوك عليها من الزمن ، عايشة في زمنا اللي بيقطع النفس لحد آخر النهار ، و لحد آخر العمر !!



إنما في الحقيقة ، فالنمر كان تالت تلاتة خلفتهم الدنيا في نفس التِلت من اليوم القديم ، ( اللي إتسرق فيه من العجوز نظره ) : النمر و الهوا و جنية الأمنيات.

الجنية كانت خلاف إتولد ما بين النمر و الهوا ، و أمنية مشتركة مارضيتش تهاديها لواحد على حساب التاني ، و " الخطاوي اللي بيجروها " كانت عمر الخلاف اللي عمال يكبر ما بينهم ، و بعدهم عن الجنية اللي نسيوها وسط الأمنيات اللي مش بتتحقق .

الطبلة لسة بتدق عالي .. و لسة على طول
النمر اللي عمره ما شاف كلام آخر الليل ، بطل يسمع كلام نص الليل ، على شان عمره ما حس إنه هايكمل ، مع الوقت نسي هو ليه لسة مكمل " جري قطع النفس " بتاع كل يوم ضد الهوا .. نسي ملامح البنت العريانة اللي كانت بتبتسمله في المراية الفضة و بتطبع بشفايفها بوسة مدورة ملتهبة الحَمَار ، ممكن تبهت ، لحد ما تلحقها ببوسة جديدة مع دقة نص الليل ، عمرها ما تخليها تختفي .

" سا " كان ممكن يكون شخص عايش في زمننا ، و داير في الساقية المقفولة اللي بتخليه يلف علشان يملك أشياء بتجبره إنه يلف أكتر . بس إحنا إتفقنا إنه مجرد نمر .

و في يوم من أيامه اللي أدمن فيها عنبية القش المحروق ، و عدم الإنصات للكلام اللي بينور ، و بعد ما شافته أخته - اللي ما تعرّفهاش- بعيون الوحشة و الصعبنة .. قررت إنها تسيبله أمنيته اللي جري عمره مستنيها .. سابتله كلام منور بطول الليل و مداه ..
و لما أخيرا جه الليل اللي هاينور بطوله .. ماقدرش " سا " يسمع كلام آخر الليل اللي فضل طول عمره مستنيه .. كان صوت الطبلة العالي لسة بيدق .. لسة على طول ...

جنية الأمنيات كان إسمها " راي "

عن أسطورة الساموراي الغير مكتمل .. إهداء لأجمل شخص في العالم : دينا ماهر


الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

مايكل نبيل ، رجل بلا مكان


من كام شهر فات .. كتبت و مثلت عرض مونو دراما قصير ، و بعدها عملت المدونة دي بنفس الإسم ..و العرض كان مُلهَم بشكل أساسي من سيرة الناشط الحقوقي مايكل نبيل سند.
ساعتها كان مايكل يا دوب لسة داخل السجن بسبب مقاله الشهير " الجيش و الشعب عمرهم ماكانوا إيد واحدة " ، و اللي أعلن فيه تخوف واضح من قيادات المؤسسة العسكرية ، و ولاءها للنظام المخلوع ، و هي أفكار كانت سابقة جدا لأوانها ، و بالتالي مالقتش أي تعاطف من حد ، و لا مايكل لقاه .
المهم إني حاولت أعرض بعض أفكار لمايكل ، كان أهمها الأفكار اللي أنا إقتنعت بيها من خلاله زي موضوع التجنيد الإجباري مثلا .. و كتبت و قُلت : إن التجنيد الإجباري بيرجعنا لعصر العبيد اللي بيخدموا تحت رجلين إسيادهم اللواءات ،  يا إما بيمارسوا أدوار أمن مركزية قذرة تحت شعار " التجنيد " شرف المواطنة .

قضية منفردة زي دي ممكن تكون مثال بارز نفهم منه مايكل ..
مايكل اللي خد إعفاءه من الجيش عمره ما بطل يتكلم و يدون ضد التجنيد الإجباري .. في مثال واضح للمفكر الحر الغير مقيد بخطوط حمرا أو مصالح خاصة ، مايكل اللي ماعتبش الجيش كان صاحب دعوة إصطحاب المجندين للتليفونات المحمولة كحق إنساني أصيل .

و أفتكر إن مرة حد متعقل كان مختلف مع مايكل ، و وصفه إنه سياسي فاشل ، بسبب إن كل أفكاره في عكس التيار ، و مش بيدي لفريق أو جماعة فرصة لتأييده ، كونه بيضرب بكل الثوابت عرض الحائط .. ساعتها كان رد مايكل عليه : إنه مش سياسي أبدا ، و إن كل همه في التفكير  ، و التعبير عن أفكاره بحرية

بعد ما عرضت المونو دراما القصيرة بتاعتي مرتين ، و بعد ما آلت إليه ثورتنا المجيدة ، حسيت بالقرف التام و إبتعدت - أنا و غيري - عن الشأن العام تماما .. يا دوب بنتفرج على المولد من بعيد لبعيد .. و إحنا حاسين إن روحنا اللي كنا شايلينها على كتافنا يا دوب من كام شهر ، قد سحقت تماما ، و معها كل الآمال و كل الأفكار .
الأفكار ليها أجنحة .. بس إحنا للأسف بنحترف دبح الطيور ، و خالقيها كذلك !!
( و مين يجز بإيده الورد ، يقص قصد جناح عصفور ) 
 من كام يوم قريت خبر في الدستور إن مايكل هايبتدي إضراب عن الأكل بسبب إنه أول سجين رأي بعد الثورة اللي ماحدش سأل فيه ، و حتى النقض بتاعه ، رفضوا يستلموه !
فكرني بأسلوب غاندي قوي .. كتبت التعليق دة : "مايكل مفكر حر في بلد لا يدرك عامتها معاني التفكير و الحرية.. و المجلس العسكري مستغل جيد للواقع المخزي"
بعدين فكرت في إننا مش بس اللي بندبح الحمام و صحابه .. ماغندي مات مقتول .. و جون لينون مقتول !!
و حشني مايكل قوي قمت دخلت على الصفحة بتاعته و قريته كاتب :
"أحا ، يعنى انا مضطهد فى مصر ، و حكومة نتنياهو بتعمل المستحيل علشان مدخلش إسرائيل ، و دلوقتى بيقولولى متجيش لبنان علشان حزب الله مش هيعتقك ، و البعث السورى بينى و بينه معزة قديمة و مش هعرف ادخل سوريا تانى فى ظل وجود النظام البعثى ، و امريكا و بريطانيا عاملين نفسهم ميعرفونيش ... أنا كدة شكلى هقدم على لجوء سياسى فى كوكب المريخ ، كوكب الأرض متآمر ضد مايكل نبيل"
زي ما جون لينون كتب عن نفسه إنه رجل اللا مكان

He's a real nowhere man,
Sitting in his Nowhere Land,
Making all his nowhere plans
for nobody.

السبت، 20 أغسطس 2011

دراجون كوي



الجرس بيرن مرة واحدة : دينج !
القديس " كوي " تراه في عالم العجائب مجرد " سمكة " ..
نافورة الفضة - بيته - إللي بترمي فيها شعاع الشمس ، و تاخد الأطياف السبعة و سبعين .. و ترمي فيها الشِلن الدهب ، و تاخد بوسة حبيبتك .. و ترمي فيها رجليك المتعورين من كتر الجري في فردة الجزمة اللي قلبها داب ( من حب الفردة التانية ) .. و تاخد منها رجل سليمة ..


السمكة اللي منقطة أحمر في إسود مشتاقة لسر ماحدش يعرفه غير بيت الفضة ، و كام سمكة تانيين عندهم نفس الإشتياق للسر.
و لما ضاق البيت يا دوب شبرين .. إختفت من النقط الحُمر .. يا دوب نقطتين . البيت بيضيق ، عشان تعويذة إتقالت زمان بالنطق الغلط من راجل عجوز نظره إتسرق منه ، و مع الأسف كل الحكايا كات مرسومة بطريقة برايل ، إلا صفحة التعاويذ .. كانت مرسومة من القلب للقلب ، و قلب العجوز هدية في جيب بنت عريانة ، باعت هدومها في سوق "المخاليق الكتيرة اللي ماتعرفهمش و مش هاتشوفهم تاني ".

و لما ضاق البيت كمان شبرين .. ظهرت مع النقط السود .. كمان نقطتين .. و البيت الفضي -اللي بياخد بذر البرتقان ، و يِدّيك جناحين لأيامك - بتوجعه قوي النقط السودة ، لإنه مش بيعرف ياخدها ، و يديك بعدها كلام هادي .
السمكة المنقطة إسود في إسود في العالم اللي برة العجائب : تلاقيها راجل إسمه كوي .. زهق من إنه يبقى قديس .. عشان كل يوم بيسمع الإعترافات الممتعة اللي عمره ما عمل زيها !
و ف عالم العجايب كانت السمكة كوي في آخر مراحل التحور .. البيت الفضة اللي عارف كل الأسرار - من القلب للقلب ( و من غير ولا كلمة ) - بيراقب النقط السودة اللي عمالة تزيد .. و ماحدش عارف إن النافورة اللي بترش الماية لفوق هي دموع الفضة ، و لا حتى السمكة اللي مشتاقة لسر خلاص هايحصل.

و لما زار الراجل العجوز - اللي حاطط مكان قلبه زرار مش بيتفتح - البيت الفضة ، قام مسك "كوي" و نقله للبحيرة الواسعة .. مش معقول بعد ما أصبح تنين ممكن يعيش في نفس البيت الفضة اللي عمال بيضيق.


عن أسطورة السمكة كوي التي تحولت لتصبح ( دراجون كوي )







الأربعاء، 17 أغسطس 2011

ألف ليلتي و ليلتي : جاردينيا


و بعد ما باعت شهرزاد كل الورق اللي مرسوم عليه الحكايا الساحرة لراجل عجوز كفيف ، و قبضت تمنها بندق و لوز و جوز و ياميش ، و غزل بنات و فلوس كتيرة .. ماحدش نقم عليها خالص ، عشان من زمان لما إتوجد البني آدمين في الكون .. إتقسموا صنفين : ناقمين ما بيحبوش حكايا ألف ليلة ، و متفهمين بيحبوا سحر الحكايا ، و بقيت أنا في المعضلة دي لأبد الآبدين و يوم الدين .. أغنية شهرزاد بترن في وداني ، هربت من العالم اللي مليان ساعات بتدق بصوت عالي بيخوف ، و حكايات بتتهمس للصحاب القليلين اللي سامحوا شهرزاد و غنوا غنوتها معايا في السر : شهرزاد اللي ياما عاشت ليالي الخوف من دق الساعات ، و باعت حكايتها مع العالم مع .. كل الحاجات .... إشترت فستان قصير و إشترت أحمر شفايف .. إشترت عيون بتلمع ، تنده اللي ماشي شايف .. و إشترت ( برة ) يغير ، كل ( جواها ) اللي خايف ...
قمت أنا فهمت ، و أنا باشتري الكتاب اللي مرسوم عليه السحر من راجل عجوز نظره إتسرق منه في حانة بتقدم العنبية اللي مصنوعة من القش ، إن شهرزاد باعت قبل ما تتباع في المزاد العلني : ألا أون ألا دوي ألا تري .. بـ ولا حاجة !



ملحوظة لازم تيجي في الأول :  النص كله بالعامية.

الجاردينيا اللي لونها أبيض زي التلج  قلبها موصول برفرفات كتيرة مابتبطلش ، لفراشات بتحب تلف و تدور .. حوالين بيت الجاردينيا الفضي .. بيسحرهم اللون الأبيض و بيملا قلوب الورود التانية الملونة : بأحمر و وردي و طماطم ، بمشاعر قاسية تجاه الجاردينيا اللي قلبها تعب من متابعتها الساكتة لرفرفة الفراشات اللي بتحوم .. لحد ما فقد - قلب الجاردينيا (بياض التلج) - دمويته .
حالتها الثابتة كانت بتساعدها إنها تسمع كتير ، و من سمعها إتعلمت هدايا كتيرة ، ماحدش عرفها من قبلها ولا من بعدها ..
بتكلم الشجر بلغة الشجر ، و الهدهد بلغة الهدهد ، و الجو البرد بلغة البرد ، و مسك الليل بلّيل ، بس ما بتعرفش تكلم الفراشات ، عشان الفراشات بتحكي برفرفة جناحتها ، و مابتحبش تكلم الصبار .. عشان لغته بتشوّك قوي !

و لما جه أوان الأمنية الجديدة : جاردينيا إتمنت جناحين تهمس بيهم للفراشات بالسر اللي دوب قلبها طول السنين .. و كانت جنية " وجع القلب " حاسة بقلبها الأبيض ، و ماهانش عليها إلا إنها تقطف الجاردينيا من جزعها الأخضر ، وتطيرها لفوق ..
ب ورقها اللي أصبح جناح ، و زهرتها اللي كما العيون .. جاردينيا صبحت فراشة بيضة  بترفرف  .. و بتحكي كل الأسرار بسرعة قبل ما تقع تاني في الأرض ، و تدبل و تموت .
كل أمنيتها : تكون جنية وجع القلب بتعرف تحدف لفوق  عالي .. لاحسن قلبها مليان بالكلام ، و ورقها يا دوب بيتعلم يرفرف همس الفراشات .