الجمعة، 22 يوليو 2011

بـــلاد الـعــاشــقــيــن

بلاد جمع بلد ، و البلد التي أقصدها هي تلك البلد المعنوية ، ليست المكان ، و إنما الحيز الموسيقي المتسع  .. أو هي كما يُعرفها القاموس الإنجليزي بمعرفته :
bal·lad   
[bal-uhd]  –noun
1. any light, simple song, especially one of sentimental or romantic character, having two or more stanzas all sung to the same melody.
2. a simple narrative poem of folk origin, composed in short stanzas and adapted for singing.
3. any poem written in similar style

التعريف الأول خصوصا هو مفضلي - بغض النظر عن "ستانزاس" !! -  ، و هو ما يزيل أي لبس أو سوء فهم بخصوص الكلمة .

أود أن أبدأ بما إنتهيت إليه ، فأشير إلى بلدي المفضلة هذه الأيام :  تغني عن الرحلة من ساوثهامبتون التي يخوضها الثنائي في مواجهة العالم . مغضوب عليهما بسبب غرابة العلاقة بين مطرب البيتلز الأشهر ، و الفتاة اليابانية التي حملها الجميع مسؤلية كل شيء .
يخوضونها سويا من ساوثهامبتون إلى باريس ، ثم تمضية  "قمر العسل" على ضفاف السين . و منها إلى هيلتون أمستردام . حيث يقضيان أسبوع كامل من الإستلقاء على أحد الأسرة طلبا للسلام - على طريقة غاندي -  في مواجهة ( حرب فييتنام ) .
 الجدير بالذكر هو أن إذاعات أمريكية مختلفة كانت قد رفضت إذاعة الغنوة - البلد - بسبب تضمها مقطع محدد إرتأوا وقتها أنه يحمل تدنيسا دينيا .. إلا أن هذا لم يمنع تصدرها ترتيب الأغاني في إنجلترا ، و وصولها المرتبة الثامنة في الولايات .
أقوم بنشر المقطع المتاح ببساطة في شتى أنحاء العالم الآن ، و أتذكر مقولة شاهين الخالدة : الأفكار لها أجنحة لن يمنعها أحد من الوصول .
 كذلك كانت بلد جون و يوكو : إحدى حمامات لينون الزاجلة التي وصلتنا رغم كل الصيادين . 



Christ, you know it ain’t easy,
You know how hard it can be,
The way things are going,
 They’re gonna crucify me.



ربما كان للإقتباس عامل مهم ، و لكني إرتأيت وقتها أنه من الممكن أن تتسع بلاد العاشقين لبلد إضافية .
 كنت قد قضيت ليلتها في قهوة الحرية مما ألقى بظلاله على مفردات بلدي الخاصة ، تلك التي إستوحيت إسمها من لقب قديم كان قد أطلق علي سخريةً ، ثم إختفى كثيرا حتى سطع فجأة فبدى مثاليا كعنوانا للبلد .

بلد " نور ا ديم "

في مرة م المرات
السور ما بينا مات
و صرنا كائن عجب
شوية نور على دي

في مرة م المرات
كنتي فراولاية
و كنت أنا برفان
و بقينا كاس آي دي

يا حلمنا المسكون
عفاريت و غزل بنات
دة أنا ياما متعتق
عرق البلح أمهات

يا لحننا المقسوم
زودلنا التيمبو
دة الفالس بقى ديسكو
و نص عمري فات
نخب نصف العمر القادم  :)  .................. و إعط السلام فرصة


الأربعاء، 20 يوليو 2011

بس ساعتها عرفت إن إسمها موسيقي جميل : لـــوســــي

ويبقى دائما الحديث عن البيتلز ، هوس لا ينتهي لهؤلاء الذين تورطوا مع موسيقى البوب - روك الإنجليزية التي رسمت ستينيات القرن الماضي : التلاقي و الدرامر الذي تم إستبداله ، رحلة ألمانيا ، الإنطلاق : ليلة يوم صعب ، أريد أن أمسك يدك ،  رحلة الهند التي أضافت توابل شرقية لاذعة على المذاق الإنجليزي المعتاد :  كل ما تحتاجه هو الحب ، حقول الفراولة للأبد ،  بلد جون و يوكو ، الإنفصال ثم رحلتان فريدتان متوازيتان لفارسا الخنافس جون و بول .

" يحكى أن جوليان لينون قد عاد ظهيرة أحد أيام سنة 67 من حضانته إلى المنزل ، حاملا معه كنزه الخاص : لوحة تعبيرية قام برسمها لصديقته ذات الأربع أعوام ، و حين سأله جون الأب عنها أخبره بعنوان لوحته :

Lucy in the sky , with diamonds  
 بالطبع علق الإسم في ذهن الـ جون ، تطور و تحور بعد هذا - كإنسان دارويني يدعى  هومو سابيانز - ليطل علينا كأغنية تحمل نفس الإسم .
في وقت لاحق ، و مع تطور الخلاف بين جون و زوجته الأولى سينثيا ، و ما ألقاه ذلك من ظلال على بسمة وجه إعتاد أن يكون صافيا لطفل يدعى جوليان ، سطعت أغنية مواساة هادئة تخاطب الطفل الصغير من عقل صديق والده : الخنفس بول .

Hey Jude, don't make it bad
Take a sad song and make it better
Remember to let her into your heart
Then you can start to make it better



حقا لا أدري هل هو ممتع للغاية التي أصل إليها ؟ تلك الأحداث الحقيقية : تلك الحياة : حياة ما وراء الرتم . لي تجربة إبتدائية في تخليق الأغنية ، و أؤمن تماما أن تلك الأغنيات التي تحمل تاريخا : تحيا للأبد . على الأقل في نفوس صانعيها ، و أولئك الذين عايشوها ، أو عرفوا سرا خفيا بخصوص هذه الأغنية أو تلك .
و تبقى دوما أغنيات البيتلز لها سحرها الخاص ، بمرور الزمن .. سواء تلك التي صنعوها و هم بعد خنافس ، أو تلك التي صنعوها و هم يحملون أساميهم الخاصة ، فكلهم خنافس بالنسبة لي .
نخب للبيتلز ، و وحشة لرفاق الذكريات :)

الثلاثاء، 19 يوليو 2011

التأويلات الأخرى


الخطايا العشرة ، و الكثير من الكلام حول هذا الصدد .. بدأت القصة بمحاولة اللعب و اللهو - ربما العبث - كيف تحقق جميع الخطايا العشر في 10 دقائق .. في عرض مسرحي مونودرامي قصير ؟
إضافة إلى الهواجس الأخرى التي تأكلني داخليا كلوثة عقلية - كلمة نهى العربي المفضلة -                                                         مواضيع مثل : الأصنام ، الحياة التي تمضي بدون أن نحياها تحت شعارات التدين اللا نهائي ، النوبة - التي أنتمي إليها بشكل لا أستطيع السيطرة عليه - ، ثم مايكل نبيل سند الساكن بزنزانة التجربة في سجن المرج ..
كلها مجرد هواجس تمضي أحيانا كنملة ألتقيها فتسير هادئة بلا لدغة لاذعة ، و أحيانا أخرى تتسلل تلك النملة و تقضم لدغات كبيرة ، فترسم هالات مفزعة على عقلى .. و وعيي .
الأصنام : تلك الظاهرة التي إبتدعها علي خالد مصطفى و عمرو حسني - كلاهما متداخلان في صنع الظواهر المزعجة ، فلا يستطيع أحد فصل مخلفات هذا عن ذاك - و يقصدان بها أولئك الذين أُجل ، و أتابع آراءهم بلهفة . ربما كان إعترافي بالظاهرة ، و ما تلاه من ملاحظة أن جميعنا - ربما - نملك أناسا من مثل هذه النوعية ، و ما خلفه هذا بالطبع من شعور بالأريحية : هو ما سلل إلي تلك الرغبة الخبيثة في التصريح بكل شيء .. بالظاهرة : ظاهرة التتبع و ما قد تحويه من هوس و تلصص ، بل و بأسماء أصنامي الخاصة الذين أفتخر كثيرا بمعرفتهم : سيزيف ، إيفان ، هيباتيا ، تهراقا ، و ... و هو ما يقودنا مباشرة إلى اللوثة الأخرى : قضية الحقوقي مايكل نبيل سند   .
http://www.facebook.com/FreeMaikelNabil?ref=ts
مجرد الحديث عن مايكل نبيل سند يدخلك عش الدبابير : قضايا شائكة من نوعية : الإلحاد ، التطبيع ، الأسرة ، الحكم العسكري ، مجرد الحديث عن جريء مثل مايكل يتطلب منك جرأة مثيلة .. أو ربما أقل كثيرا  :)
ثم تعود لعبة الخطايا العشر .. من منا لا يخطئ ؟ قصص كثيرة ، و أفلام ، و سير تتحدث عن الخطايا العشرة .. و لكني أختار  أن أبدأ سيرتي الخاصة في قرية المحرقة النوبية قبيل الغرق ، حيث يحيا شاب ضئيل أبيض يدعى الخلود بن براح . ربما كان إبن الزنا الحادث بين والدته - البراح - و رجل مغربي مر بالقرية ، و ربما كان أبيه - مثلما إدعت البراح - مجرد : ملاك أبيض عنده ألفين جناح ملونين زي السما بعد أما تمطر .
ثم أمر بالخطيئة التالية : أتطلع إلى هؤلاء القائمين بالغرب العالم الذي يلوح و كأنه حديقة خضراء يأكل منها الحمام الزاجل ، و الطيور المغردة ، و تغني الخنافس على أنغام الروك .
فراشات و أقواس قزح لا تمثل الواقع بالتأكيد .. ربما فقط كانت تمثل تلك الأضغاث التي تجول دوما بعقلي المتوثب ، تلك الأضغاث التي ناسبتها جدا - و لا أجرؤ أن أقول أنها ألهمتها - موسيقى هانس زيمر الرقيقة الفاصلة بهدوء مقصود بين تلك الأضغاث المشتعلة .
لهؤلاء الذين شاهدوني ، و أولئك الذين لم سيعدني الحظ .. أود أن أشكر التجربة : تجربة التحرك في هذا الكون المجنون ، و إن إدعى الثبات .