الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

شهرزاد تعود

شهرزاد ، بنت طويلة جلدها أبيض زي السحاب و التلج و غزل البنات ، مش بياض محمر و لا مصفر حبة و حبتين . الحكاية دي مرسومة على بياض اللحم و ملونة ألوان كتيرة ملخبطة.
 متمددة فوق السرير ، بتمثل النوم . مغمضة عنيها و مفتحة ودانها . سامعة صدى خطوات أهاليها اللي على وش السفر : طاك طاك طاك ...
نفسها إنقطع من التمثيل و م اللهفة و من إحساس إن دايما في حد مراقب عنيها المغمضين ، و هل يا ترى نايمين ؟
تلعب اللعبة نفسها ، لعبة ما قبل سفر الأهالي ، و الإنفراد بالحكاية المتلونة فوق البياض. تعد في سرها بشويش : واحد إتنين تلاتة أربعة خمسة ستة سبعة ..... عشرة !!
و مع دقة ال ت المربوطة جواها ، يدق الباب دقة مكتومة ، بتخلق إحتفال فوق السرير الفقير ، و في الأوضة !!
تلم رجليها الطوال ، و تدادي قعدتها لاجل ما تجلبلها الراحة ، و الراحة تجلب حكي بالساهل ، و الحكي يجلب لون ماهوش مسبوق !

و تمد إيدها و تدوس على المفتاح
(إيدها ماهياش طويلة زي رجليها ، إيديها محتاجة منك توصيلة ، لفوق يمين لأجل ما تملا خلفية شهرزاد مزيكا مجهولة زي البخت بتاع الشيكولاتة )

شهرزاد اللي مستنية اللحظة دي من قبل الصبح ما يطلع ، مدت إيدين ملهوفين ع  الزرار .. قالت تعويذة باين بالغلط ، ( يا إماتن إنت اللي دوست صح - بالغلط )
كل شيء بينتهي لما إبتدأ عليه .
شهرزاد بتمد رجليها الطوال ، و تنام على السرير .. الباب بيخبط دقة مكتومة .. عشرة تسعة تمانية ، اللعبة اللي بتتهمس بشويش و في السر العميق .. أربعة تلاتة إتنين واحد .. بترتجف لما تحس فجأة بعنين مراقبة عنيها اللي مغمضين غصبٍ عنهم في إدعاء النوم ، صوت الخطاوي : كاط كاط كاط ...

الصبح عمال بيصغر لحد ما يتولد ، لحد قبل ما تموت الليلة اللي فاتت ، لحد الليلة اللي فاتت ..
شهرزاد نايمة إمبارح و شايفة الحلم ..


 ( فراغ ينتهي مع إنتهاء تدريجي لموسيقى التعويذة المزعجة )






الحلم :
تنتشي في إعتقادها أنها تكتفي بهذا دونا عن العالم
تدرك أنها تعشق حتى نهايتها تلك 
تبتسم ..
تمسح عن عينيها دموع البوح سريعا ، لكنها تعترف لللا أحد المتشكل في تلك اللحظة على هيئة قس : أن قلبها يخفق في إنكسار لم تخمن أنه سيصيبها .
تكشف لنفسها حقيقة أنها خسرته في واقع عادل لما هو أفضل ، ربما كان من المفترض أن يعزيها هذا الخاطر ، و لكنه لا يجيد واجب العزاء .
 تتمشى بالطريق المعتاد ، هم أصدقاء منذ الأبد و هو دوما يحدثها بأسرارٍ جديدة :
 عما تنقشه الخطوات من لوحات جديدة فوق السلمات البيضاء - عن القبعات القشية -عن أحاديث تجرى بين النوافذ و الطيور و أخرى تدور بين الثلج و الضباب - عن الزهر الأبيض ( جاردينيا ) و عن زهر أحمر جديد نما ليحيط به في سلام.
يجرفها الحنين إليه(ا).
تتذكر في فرحتها الغير مصدقة .. فراشتها البيضاء التي نبتت من أغصان شارعها المحبب .
 تدمن أحاديث الجاردينيا التي ترويها بأجنحتها فقط .
 يبدو أنها وقعت في حب فراشات الزهور البيضاء !


الموسيقى كاملة من إكتشاف عمرو حسني تجدونها على هذا الرابط
http://www.youtube.com/watch?v=tiWXrVXOMAU 

السبت، 3 سبتمبر 2011

البلشون المفقود

هل رأى أحدكم " بايلو " ؟؟
البلشون الصغنن اللي الريش الأبيضاني مغطيه من راسه ، و الريش الإسوداني مغطيه من ساسه ؟
الحكاية اللي فضلت مستنياه 3 صفح فاضيين ، قررت تغير أسلوبها في التدوير عليه . و لما نزلت للشط المهول اللي بيهرب منه السمك الرمادي في نص الليل ، و بيصبح طائر واسع الجناح ضيق القلب ، سألته عن البلشون الصغنن .. فشاورلها على صحابه .

صحاب " بايلو " يا دوب كانوا إبتدوا يرفرفوا .. اللحظة دي -( اللي كانت مبسوطة جدا من نفسها ، لكنها ماطارتش !! من الفرحة )- كانت أول مرت طيران للجيل الجديد من البلشون .
الرفرفة خدتهم فوق المحيط يراقبوا المَيّة اللي بتتحول من الأخضر التدريجى للأزرق اللا نهائي.. الحكاية اللي بتّدور على بايلوا كانت مبسوطة و هي طايرة مع صحابه وسط السماوات الزرقة : أزرق سماوي.
بيميلو ع الموج و يجوعوا من الفرحة و م التعب و من فتحة النفس ، فيقربوا لاجل يصطادوا السمك  ، و مع أول لحظة بلل يتحولوا كلهم : الموج : بوابة مسحورة - المحيط : بيت كبير مليان أوّض - البلشون : 5 اخوات من البني آدمين اللي ودانهم زي الباندا - الحكاية : لأم بتدور على إبنها اللي ناقص .

حد شاف " بايلو " ؟

البيت اللي كان مليان أوض فاضية كان زي المتاهة .. كل ولد من الأولاد الخمسة لقى نفسه في أوضة لوحده . اللعبة إبتدت لما البيت إبتدى يغني موسيقى قديمة بجرسه و بس .. الموسيقى الجرسية كانت بترسم في خيال الولاد ذكرياتهم سوا : فساتين حمرا ، و زرقا و دهبي ، و فراشات و ورود و دفا .. و لإن المزيكا اللي من زمان إتجوزت الرقص ، و بطلت تتوجد من غيره .. خطوات الولاد المظبوطة خدت كل واحد فيهم للطريق المظبوط للأوضة الكبيرة اللي مليانة أكل ، إتجمعوا كلهم على الترابيزة الكبيرة ، و كلوا أصناف جديدة من الـ " جابو-تاكابا "، و " أصابع بودا "، و " فاكهة النجوم " و الـ " باو باو ".



و بعد الوليمة المذهلة خرجوا الولاد يجروا في كل الأوض لحد ما ناموا من التعب و بفعل تأثير النجوم ، و لما صحيوا لقوا نفسهم طيور من البلشون الأبيض اللي بيرفرف قصاد البحر .. بس كانوا شبعانين ..

الحكاية اللي ضيعت من عمرها صفح كتيرة ، و لسة مش عارفة فين بايلو إتخيلت إنه خايف من الرفرفة أو من البحر أو من متاهة البيت  أو من كلامه اللي زي الجرس .. أو إنه مش موجود .

هل رأى أحدكم بايلو ؟؟
البلشون العجوز اللي الريش الأبيضاني مغطيه من راسه ، و الريش الإسوداني مغطيه من ساسه ؟؟

الخميس، 1 سبتمبر 2011

النمر " سا "


الطبل بيدق عالي ، على طول ..
النمر اللي بيجري دايما عكس إتجاه الهوا ، بسرعة ( عشان خلاف إتولد ما بينهم زمان ، و لسه بيكبر معاهم ) بيسرّح وبره  لورا ، و بيخلي شكله يخوف أكتر .. و بيزود اللمعة في عيونه .
النمر الوحيد بيفرض سطوته بين السهول الممتدة لحد آخر ما عنيه بتوصل :  كان إسمه حرفين " سا "

و اللمعة في عيونه اللي كات بتعيش يا دوب تِلت يوم ، من آخر النهار لنص الليل ، بتخلي النمر يشوف في الضلمة كلام كتير : "الكلام اللي بينور لحد نص الليل بين القطط و التلج ، و البنات العريانة و المرايات ، و العنب الزبيب و الرقص " .. بينطفي من نص الليل لآخره ، و بيبفضل النمر لوحده يهاتي مع خياله اللي مش باين من الضلمة.
 بينطفي الكلام  – في عيون النمر – لحد الصبح ما ييجي منور بكلام الهوا المقصود : إن مافيش أحلى من كلام آخر الليل .
فيبتدي النمر يجري ، تملي ضد الهوا بسرعة .. لحد قطع النفس و لحد آخر النهار .
الهوا الرايح كمان كان إسمه حرفين " مو "

النمر الوحيد في التلوج الشرقية البعيدة ، ممكن نشوفه راجل ماعرفش يبقى فلاح أو صياد أو راعي ، يا دوب بقى ملحمة مضحوك عليها من الزمن ، عايشة في زمنا اللي بيقطع النفس لحد آخر النهار ، و لحد آخر العمر !!



إنما في الحقيقة ، فالنمر كان تالت تلاتة خلفتهم الدنيا في نفس التِلت من اليوم القديم ، ( اللي إتسرق فيه من العجوز نظره ) : النمر و الهوا و جنية الأمنيات.

الجنية كانت خلاف إتولد ما بين النمر و الهوا ، و أمنية مشتركة مارضيتش تهاديها لواحد على حساب التاني ، و " الخطاوي اللي بيجروها " كانت عمر الخلاف اللي عمال يكبر ما بينهم ، و بعدهم عن الجنية اللي نسيوها وسط الأمنيات اللي مش بتتحقق .

الطبلة لسة بتدق عالي .. و لسة على طول
النمر اللي عمره ما شاف كلام آخر الليل ، بطل يسمع كلام نص الليل ، على شان عمره ما حس إنه هايكمل ، مع الوقت نسي هو ليه لسة مكمل " جري قطع النفس " بتاع كل يوم ضد الهوا .. نسي ملامح البنت العريانة اللي كانت بتبتسمله في المراية الفضة و بتطبع بشفايفها بوسة مدورة ملتهبة الحَمَار ، ممكن تبهت ، لحد ما تلحقها ببوسة جديدة مع دقة نص الليل ، عمرها ما تخليها تختفي .

" سا " كان ممكن يكون شخص عايش في زمننا ، و داير في الساقية المقفولة اللي بتخليه يلف علشان يملك أشياء بتجبره إنه يلف أكتر . بس إحنا إتفقنا إنه مجرد نمر .

و في يوم من أيامه اللي أدمن فيها عنبية القش المحروق ، و عدم الإنصات للكلام اللي بينور ، و بعد ما شافته أخته - اللي ما تعرّفهاش- بعيون الوحشة و الصعبنة .. قررت إنها تسيبله أمنيته اللي جري عمره مستنيها .. سابتله كلام منور بطول الليل و مداه ..
و لما أخيرا جه الليل اللي هاينور بطوله .. ماقدرش " سا " يسمع كلام آخر الليل اللي فضل طول عمره مستنيه .. كان صوت الطبلة العالي لسة بيدق .. لسة على طول ...

جنية الأمنيات كان إسمها " راي "

عن أسطورة الساموراي الغير مكتمل .. إهداء لأجمل شخص في العالم : دينا ماهر