السبت، 6 أغسطس 2011

العجائب


ألف ليلة و ليلة من الهدوء الساكن ، العجائب قد وُجدت .. تملك القدرة والمحيط ولكنها تبحث عن مسافة رمادية تحتويها كي ترفع فوقها راية الحياد ، وتبدأ لعبتها الخاصة جدا ، و الممتعة.
تخيل ، لو أن الكائنات المرسومة و المصورة قد وجدت ذلك الباب السحري ، فولجت إلى عالمك أنت وحدك في سرية كاملة . وقتها ستتمنى لو أنها قد تخلت عن حالة الجمود الكرتونية ، و تمتعت بقليل من المرونة الغير منطقية - حتى في العالم المسحور.
و إلا كيف إذن ستنزع الفستان الأحمر الفاتن عن الفاتنة ، ذات الراداء الأحمر ؟؟
العجائب قد وجدت. كائنات متسعة الثراء تحيا في قلب الشاشة الفضية الباردة ، و لكنك لا تهتم سوى بضبط درجة البرودة .

ألف ليلة و ليلة من سحر الرحلة السرية الآمل في آخذك بعيدا ، تدخل جُحر الأرنب هازئا ، و أنت حقا لا تدري مدى عمقه !
المقهى الطائر المذدحم  بالذكريات الملونة الأطياف ، الأجنبية : أوركيد و بلوم و سيّنا ، و الحميمة : زرقة السماء ، و طماطم و هندي أحمر. تتحدث مع أطياف الذكريات ، و يضحك قلبك عندما تصادف روادا آخرين من الأمل ، و الثرثرة الفارغة ، و الألعاب السرية البريئة . و المقهى الطويل جدا مازال بساطا يطير بالسرعة المطلوبة  في الإتجاه المحدد .
و يأخذك الجحر أكثر عمقا فترى من حولك بشكل أكثر دقة ، أكثر خيالا ، فلا تشيح بوجهك هذه المرة عن العجائب التي تسسللت في الخفاء إلى قلبك الضاحك . عن التمثال الذهبي الجامد الذي جاب مشارق الأرض حتى وجد ساحرة بيضاء غرست في لحمه المعدني بذرة حمراء ، ثم أنمتها في صبرٍ مقداره ثلاثين عشقا حتى انبتت قلبه النابض.
عن السمكة الرمادية التي سافرت يوما خارج المحيط ، فاستحالت نسرا ألقى مخالبه فوق سلحفاة إعتادت ان تكون سمكة مذهّبة في ذات المحيط ، عن النسر الذي إعتاد أن يكون سمكة رمادية في محاولاته الشجاعة في العودة للمحيط.
عن القمر الذي إنشق ذاتيا و أعطى شطره  للشمس البعيدة ، و تلى صلواته المعذبة المقدسة في حزن رائع ، و السمكة المجنحة - كالفراشات -  ذات العيون القططية .

العجائب قد وجدت في يومٍ فائت ، العجائب قد وجدت في يومٍ حاضر .. ربما لا تتذكرها ، كيف بدت ؟ كيف سُمعت ؟ كيف تُنفست ؟ كيف دغدغتنا كهرباتها لأول مرة ربما لا تتذكر ، و لكن العجائب قادرة - في يوم ما - على إيجاد الباب الخفي ، و الولوج في سرية تامة إلى عالمك الخاص .. أثق أنها ستتحلى كذلك بالمرونة المطلوبة ، حتى في عالمنا هذا

الصورة المعنونة (The way you smelled)  و طاقة الكتابة إهداء من الصديقة ريهام سعيد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق