الاثنين، 28 نوفمبر 2011

شو هالإيام !!

وودي آلان يتحدث بعصابية سريعة متوترة ، حمقاء إنسانية صريحة: عن العالم اللا إنساني الذي صرنا نحيا فيه .. يعود إلى عشرينيات باريس الصاخبة و يحيا ساعات هاربة مع الجيل الضائع: الثنائي فيتزجيرالد و هيمينجواي و دالي ، و جميلة يعشقها فتهرب منه إلى زمان أقدم أكثر جمالا.
سيارة بيجو عتيقة و دقة منتصف الليل ، هما ما كانا يفصلان رحلة وودي الخيالية عن بقعته المفضلة .. و بعض الأبطال.

يفصلني عن بقعتي المفضلة جهل روادها و تخازلهم و خنوعهم .. يفصلني عنها جيل من العبيد إستفاق من صدمة إلقاء معبودهم السالف إلى االمزبلة ، و ما تلاه من سقوط ورقة التوت الشفافة عن جميع عوراتهم القبيحة ، ليتعلق - كمازوخي متمرس - بمعبود جديد و ورقة مهترئة أخرى لا تمنع عيوننا عن معايشة كافة قبحهم و دنسهم الذي طالما حاولوا تمريره إلى أرواحنا الحرة.

تفصلني أسوار زنزانة سجن المرج عن بعض الأبطال.

حالي مثل الكثيرين غيري .. أن تشعر أن وطنك سوق للنصابين يعطي من لا يستحق و يخذل من دفع كثيرا  فلم يحصد شيء .
الأربعين حرامي يسرقون الآن ما تبقى من المغارة و أهل المدينة الذين تعلموا نطق كلمة السر على أيدي أبناءهم ، يرفضون التصريح بها و يؤيدون تكميم الأفواه و الأيدي و القلوب.

يغنيها لينون بيأس ناضج - و هي المأساة - صارخا بطبقته العالية :
 الجميع يجري ، و لا أحد يصنع أي حركة
الجميع رابح ، فلم يتبق شيء نخسره
الجميع يتحدث ، ولا توجد كلمة واحدة
النازيون في دورة المياة و في أسفل الدرج

لم يخبرني أحد أنه ستمر علينا أياما كهذه

لم يخبرني أحد أن أول أعدائي و أعتاهم هم أهلي القابعون في الحجرة المجاورة ..  تعاليمهم المدسوسة في السنوات الأولى ..  أساطيرهم المخبولة بغير بحث و صبغتها المقدسة بلون الهراء ..  و جبنهم المتوارث في الجينات وبليغ الحكمة.
النازيون في الحجرة المجاورة يسبون من أهداهم حقوقهم و بعض من إنسانية لم يخبروها بلا مقابل سوى كراهية العبد المغرق للحر الطليق.
قالها زياد من قبل .. شو ها الايام اللي وصلنالا قال إنه غني عم يعطي فقير ، و أنا أشعر بأني جدا فقير وحيد حزين ، و أنا أحيا حالة يُتمً حاد ، و العالم من حولي يحتفل باقتراب الكارثة على طريقة الألعاب الدموية.
المجد فقط: لـ عصام عبد العاطي

هناك تعليق واحد: